دليل المواقع : أوضاع المرأة الفلسطينية: من الأفضل عربياً رُغم واقعها المؤلم

الخميس، مارس 08، 2012

أوضاع المرأة الفلسطينية: من الأفضل عربياً رُغم واقعها المؤلم

11:28 م

فالنساء المبدعات الفلسطينيات كلهن في الهم سواء

يحتفل الفلسطينيون كما العالم باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام بطريقة مختلفة، فالنساء المبدعات الفلسطينيات كلهن في الهم سواء، إما شهيدات أو أسيرات أو يحملن الألم مع الرجل بكل شاردة وواردة.

خنساء فلسطين
أم رضوان الشيخ خليل، واحدة من أولئك النساء اللواتي ضحين بفلذات أكبادهن في مواجهة إسرائيل إذ خسرت خمسة من أبنائها ممّن تركوا أبناءهم أيتاماً وزوجاتهم ثكالى، لكن "خنساء فلسطين" تصر على مواصلة مشوار الحياة الصعبة من دون كللِ أو ملل.

وتقول لـ"النشرة": "لا يمكن للاحتلال أن ينتصر على إرادتنا، فقدت أبنائي الخمسة لكني لن أيأس ولو للحظة واحدة، إذ إننا في معركة إرادة يجب أن ننتصر فيها".
وحول الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أضافت: "كل نساء فلسطين يجب أن يُحتفى بهن ويكرمن على صمودهن ومعاناتهن كالرجل تماماً".
المعاني الكثيرة التي تحدثت عنها خنساء فلسطين تختصر واقع المرأة الفلسطينية الذي يتراوح بين الألم والأمل، ألمُ من قساوة الحياة على فقدان الأب أو الزوج أو الابن، وأملً في مستقبل مختلفِ رغم حالة البؤس والفقر والحزن، علماً انّ المرأة الفلسطينية أدّت على مدار سنين طويلة أدواراً كثيرة، فهي الشهيدة والأسيرة والمناضلة وربةً البيتِ، وهي كذلك التي تبعث الأمل في تغيير الواقع عبر توليها لمناصب سياسية وقضائية وتشريعية.

من الأفضل عربياً

تؤكد مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة الفلسطينية زينب الغنيمي أن أوضاع المرأة على صعوبتها ومعاناتها تعد الأفضل في المنطقة العربية، لافتة إلى أن المرأة الفلسطينية هي الأقدم من حيث حصولها على حقوق متساوية مع الرجل، خصوصاً في الجانب التعليمي والقضائي والسياسي، مرجعة ذلك إلى دورها النضالي الكبير إلى جانب الرجل الذي استطاعت أن تقف بجانبه ليس على المستوى النضالي فقط، ولكن في توفير متطلبات الحياة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
وفي حديثها مع "النشرة" أعابت على المجتمع الفلسطيني عدم استكماله مشوار نيل المرأة الفلسطينية لحقوقها التي كفلها الإسلام والنظام الأساسي، سواء على صعيد القوانين أو تطبيق ما هو مصاغ قانوناً، معتبرةً أن إحداث تغييرات في قانون الأحوال الشخصية يمكن أن يحقق نقلة نوعية في حياة المرأة الفلسطينية.
ولفتت إلى أن المرأة الفلسطينية تفوقت في مستوى التعليم عن نظيراتها في العالم العربي، وفقاً لتحقيقات ميدانية، مشيرة إلى أن نسبة الأمية تدنت حيث سجلت 7.4%، إضافة إلى أنها سبقت المشاركة السياسية على مستوى صناعة القرار والانتخابات والقضاء وغيرها.
وتشكل المرأة 49.2% في المجتمع الفلسطيني، بينما ازدادت معدلات الفقر في الأسر التي ترأسها إناث بحوالي حوالي 15% في الأراضي الفلسطينية، 20.6% في قطاع غزة مقارنة بـ 12.5% في الضفة الغربية.

واقع مؤلم

في المقابل تعيش المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أوضاعاً غاية الصعوبة، في ظل الواقع الأليم على صعيد الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وتؤكد جميلة الشنطي وزيرة شؤون المرأة في الحكومة المقالة بغزة في حديثها لـ"النشرة" "أنه وعلى الرغم من تلك الأوضاع الصعبة إلا أن المرأة قوية وصابرة وتتحدى الواقع الذي تعيشه وتتكيف معه".
وتضيف: "نحن لا يوجد لدينا انهزامات نفسية ودائماً نتغلب عليها، لكن الواقع السياسي والاقتصادي يؤثر علينا سلباً، إذ أن المرأة الفلسطينية لها أخ في هذا التنظيم وزوج في ذاك التنظيم وابن في هذا التنظيم".
من جهة ثانية طالبت الشنطي حركتي "فتح و حماس" بإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، من أجل تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والنهوض والاهتمام بكافة القضايا التي تعنى بالمرأة.
وتتابع: "ما يؤلم ويؤرق المرأة هو الانقسام، لأنه فرض عليها واقعاً جديداً تعيشه بألم، إضافةً إلى الواقع الاقتصادي الصعب، المتمثل في أزمة الكهرباء والحصار والبطالة وغيره".
وتساءلت عن صمت المرأة في الضفة الغربية وغزة تجاه استمراره مطالبة إياهم بكافة توجهاتهم وفصائلهم بالخروج لإنهائه، بيد أن قضية المرأة أصبحت مهمشة بفعله. وتشدد على أن المرأة قادرة أن تخرج وتضغط على طرفي الانقسام. وتضيف: "لا يعقل أن نبقى رهينة الانقسام، علينا أن نخرج ونضغط على الطرفين، لأننا نعاني كما يعاني الشعب الفلسطيني بأكمله".
وعلى صعيد القوانين التي تخص المرأة الفلسطينية في القانون الفلسطيني كشفت الشنطي عن مشروع إخراج دليل قانوني للمرأة، يتم من خلاله بحث كافة القوانين التي تمس المرأة وتشعر بالظلم تجاهها، مشيرة إلى أن الوزارة ستعمل على تنظيم ورشات عمل للخروج بصيغة قانونية لتعديل وتحسين بعض القوانين لصالح المرأة الفلسطينية.

تقرير محمد فروانة من الأراضي الفلسطينية